مستويات الموهبة

نموذج مقترح لمستويات الموهبة بين الكمون والنبوغ

 

وصلني إعلان المركز الوطني لأبحاث الموهبة والإبداع في جامعة الملك فيصل عن عزمهم إقامة الملتقى الوطني الأول لمنسقي الموهوبين

"منسق الطلبة الموهوبين: الواقع والمأمول"

حقيقة سعدت به جدا حيث أن لدي وجهة نظر في مجال تخصصي (الموهبة) ورأيت أن الفرصة سانحة للمشاركة والمساهمة في تطوير ونشر ثقافة رعاية الموهبة والموهوبين ..

وفعلا بدأت بكتابة الورقة وإرسالها إلى اللجنة العلمية ولله الحمد كانت ورقتي ضمن المشاركات المقبولة .. وعنوانها (نموذج مقترح لمستويات الموهبة بين الكمون والنبوغ)

وتلبية لرغبة المهتمين في مجال الموهبة كتبت هذا المقال لشرح آلية النموذج الذي قدمت من خلاله تعريف للموهبة ومكوناتها ومستوياتها،

وحرصت كل الحرص أن تكون المفاهيم واضحة وبسيطة يسهل على الجميع فهمها ..

بداية أحب أن أنوه أن الموهبة ليست مجرد عمل يضيع فيه الوقت أو عمل صعب لا يمكن الوصول له (الموهبة حياة) مجالاتها واسعة ومتعددة ومن المؤلم أن يتم حصرها في مجالات معينة كالعلوم والرياضيات أو الرسم والشعر.

وهناك اعتقاد شائع أن عدم ظهور الموهبة يعني عدم وجودها أصلا وهو في الحقيقة اعتقاد لا صحة له

كل شخص يولد بموهبة خاصة ولا تقتصر الموهبة على الحقول الدراسية أو في مجال معين، ومشكلتنا الأساسية هي في التعامل معها وحصرها في المجالات العلمية والتقنية والحكم عليها من مقياس واحد ومنظور محدد وهذا هدر للموارد التي نملكها.

الموهبة مفهوم سامي وأفق واسع، الموهبة مادة تعاطي مع الحياة تصل بالإنسان ومجتمعه لمستويات عالية من التوازن والتناغم والانسجام، لأن الموهبة متنفس فهي تترجم أفكار الشخص ومشاعره وتخرج مكنوناته ودواخله مما يحسن ويعزز الثقة والرضى والسلام الداخلي للشخص والذي سينعكس على كل ما يحيطه.

حيث أنه (لا يوجد إنسان بلا موهبة .. كل ما في الأمر أنه يجهلها)

 

تعريف الموهبة:

هي استعداد فطري، كامن غالبا، تولد مع كل إنسان بحيث تجعله قادر على إتقان أداء معين بطريقة أفضل من الغير دون تدريب مسبق أو عناء يذكر.

تعريف الموهوب:

هو من يظهر أداء معين ذو قيمة في مجتمعه مقارنة بأقرانه.

(كل إنسان يمتلك الموهبة، ولكن من يظهرها هو الموهوب) وهذا هو الفرق بين معنى الموهبة والموهوب. 

 

مكونات الموهبة (مثلث الموهبة):

*أداء تقوم به بشكل فطري دون تدريب أو تمرين مسبق (فطرية).

*قضاء ساعات طويلة في العمل دون الشعور بالوقت أو الجهد (انهماك).

*الشعور بارتياح ورغبة ومتعة دون إلزام أو إكراه (نشوة).

مستويات الموهبة:

الفرق بين من يمتلك الموهبة ومن يجهلها:

هي مستوى الأداء متى ما رأى الفرد السهولة والتناغم والانسجام في أداءه لأمر ما أو مجال معين كلما كان ذلك أدعى لمعرفة موهبته والمهارة بها.

لذلك اقترحت نموذج لمستويات الموهبة بين الكمون والنبوغ ويأخذ النموذج الشكل الهرمي إشارة إلى أنه كلما زاد مستوى الموهبة قل عدد الأشخاص ..

حيث أن كل شخص موهوب ولكن الذي يختلف هو مستوى الموهبة ودرجتها لديه

وتكون الموهبة على 5 مستويات..

المستوى الأول: (كامن) تكون الموهبة مجهولة وغير ظاهرة بحيث لم يتم اكتشافها ويجهلها الشخص.

المستوى الثاني: (بسيط) تكون الموهبة معروفة وتم اكتشافها من قبل الشخص ومألوفة لدى المجتمع ولكن بدون مهارة.

المستوى الثالث: (متوسط) تكون الموهبة غير مألوفة لدى المجتمع وبدون مهارة بها لدى الشخص.

المستوى الرابع: (متقدم) تكون الموهبة مألوفة لدى المجتمع ومع وجود تمكن ومهارة بها لدى الشخص.

المستوى الخامس: (نابغ) تكون الموهبة غير مألوفة لدى المجتمع مع تمكن ومهارة عالية لدى الشخص.

 

ختاما البحث عن الموهبة والسعي للمهارة بها يجعلنا نكتشف مواطن القوة والاحتياج لنحدد مجال تميزنا لتحقيق طموحنا،

ويتفاجأ البعض بعد التجربة والتدريب المستمر بكمية القدرات والمهارات التي يمتلكها ويبرع فيها ..

وأقول أنت بلا موهبة حتى تجرب .. وبلا مهارة حتى تتدرب

الموهبة سبب والمهارة نتيجة والممارسة والمثابرة عوامل مساعدة

فوجود الموهبة وحدها ليس سببا كافيا للنبوغ فيها وهي على مستويات ودرجات كما حددنا ذلك سابقا

الموهبة أساس الاتزان فهي نافذة الحياة ومتنفس الذات وسبيل التميز وبوابة النجاح.. وبالاهتمام بها تغتني النفس ويسمو الوجدان ويثمر المجتمع بها بإذن الله.

 

شهادة المشاركة

نوره علي العليوي

mawhibty@